قال ابن جني: واعلم أن ألف الندبة يفتح أبدًا ما قبلها كما تقدم إلا أن تخاف اللبس فإنك تتبعها إياه, تقول إذا ندبت غلام امرأة:
واغلامكيه, تقلب الألف ياء للكسرة قبلها, ولم تقل: واغلامكاه لئلا يلتبس بالمذكر وتقول إذا ندبت غلامه: واغلامهوه, تقلب الألف واوًا, لانضمام ما قبلها, ولم تقل: واغلامهاه, لئلا يلتبس بالمؤنث.
وتقول إذا ندبت غلامهم: واغلامهموه, فتبدل أيضًا الألف واوًا. ولم تقل: ٣٣/أواغلامهماه لئلا يلتبس بالتثنية. وتقول إذا ندبت / غلامك في قول من قال: يا غلام: واغلاماه تفتح الميم للألف, ومن قال: يا غلامي بإسكانها فله وجهان: إن شاء حذفها لالتقاء الساكنين فقال: واغلاماه, وإن شاء حركها للألف فقال: واغلامياه. ومن قال: يا غلامي بتحريكها لم يقل إلا واغلامياه بإثباتها.
فإن قال: واغلام علامياه أثبت الياء لا غير.
ــ
قال ابن الخباز: وحق ألف الندبة أن نتبعها ما قبلها ليسلم لفظه لمد الصوت, ولا يستثنى من ذلك إلا ثلاثة مواضع: الأول: إذا اندبت المضاف إلى ضمير المخاطبة أبقيت الكسرة, وقلبت الألف ياء فقلت: واغلامكيه لأنك لو أتبعت الكاف الألف فقلت: واغلامكاه لالتبس بالمضاف إلى الضمير المذكر.
فإن قلت: كيف جازت ندبة المضاف إلى المخاطب, ولم يجز نداؤه؟
قلت: لأن المندوب لا ينادى ليجيب (ولكن) ليشهر النادب مصيبته.
الثاني: إذا ندبت المضاف إلى ضمير المذكر الغائب أثبت الضمة وقلبت الألف واوا فقلت: واغلامهوه, لأنك لو أتبعت الهاء الألف فقلت: واغلامهاه لالتبس بالمضاف إلى ضمر المؤنثة.
الثالث: إذا ندبت المضاف إلى ضمير المخاطبين أو الغائبين بقيت ضمة الميم فقلبت الألف واوًا فقلت: واغلامكموه, وواغلامهموه, لأنك لو أتبعت الميم