قال ابن جني: وأما المعتل: فهو كل فعل وقعت في آخره ألف أو ياء أو واو نحو يخشى ويسعى ويقضي ويرمي ويغزو ويدعو, وهذه الأحرف الثلاثة تكون في الرفع ساكنة.
فأما في النصب فتفتح الياء والواو, وتبقى الألف على سكونها, لأنه لا سبيل إلى حركتها, تقول: لن يقضي ولن يرمي ولن يدعو ولن يخلو, فإذا صرت إلى الجزم حذفت الأحرف الثلاثة كلها تقول: لم يخش ولم يسع, ولم يرم, ويم تغز, ولم يخل. فإن ثنيت الضمير في الفعل وجمعته للمذكر أو خاطبت المؤنث كان رفعه بثبات النون وجزمه ونصبه بحذفها, تقول: أنتما تقومان وهما يقومان وأنتم تنطلقون, وهم ينطلقون, وأنت تذهبين وتنطلقين, ولم يقوما, ولن ينطلقا, ولم يذهبوا, ولن ينطلقوا, ولم تفعلي, وأحب أن تتفضلي, وكذلك المعتل أيضًا تقول:
أنتما ترميان ولا ترميا, وأنتم تخشون / ولن تخشوا, وأنت تغزين, وأحب ٣٤/أأن تعزي ولم لم ترضى.
ــ
قال ابن الخباز: والمعتل: ما كان آخره ألفًا أو ياء أو واوًا, كيخشى ويسعى ويرمي ويقضي ويغزو ويدعو ويعلو, وهو كثير. وإنما وقعت الواو المضموم ما قبلها / آخرًا في الفعل, لأن الفعل لا يعتقب على آخره الأشياء التي تعتقب على آخر ١١٢/ب الاسم. وهذه الحروف تسكن كلها في الرفع كقولك: زيد يخشى ويقضي ويغزو. أما سكون الألف: فلامتناع حركتها, وأما سكون الواو والياء: فلاستثقال الحركة فيهما, فالأصل يقضي ويدعو فأسكنت الياء والواو استثقالًا للضمة عليهما كما أسكنت ياء المنقوص ولو اضطر شاعر إلى تحريكه لجاز. وأما النصب فتبقى الألف (لإيه) على سكونها لأنه لا سبيل إلى حركتها, كما سكنت في الرفع, لأنها في نفسها ممتنعة من الحركة فجرى يخشى مجرى ألف العصا والرحا تقول: لن يخشى كما تقول: رأيت العصا وأما الياء والواو فتفتحان كما تفتح ياء المنقوص =