قال ابن جني: فإن جمعت الضمير المؤنث كانت علامته نونًا مفتوحة ساكنًا ما قبلها ثابتةً في الأحوال الثلاثة, وذلك قولك: هن يضربن وأنتن تضربن, ولن تضربن, ولم يقمن, ولم يقعدن, قال الله تعالى:{إلا أن يعفون} فأثبت النون في موضع النصب لما ذكرت. واعلم أن لفظ الوقف كلفظ الجزم سواء. تقول: اضرب كما تقول: لا تضرب وتقول: قوما كما تقول: لا تقوما, وتقول: قوموا كما تقول: لا تقوموا: وتقول: قومي كما تقول: لا تقومي, وتقول: اعز وادع وارم واخش كما تقول: لا تغر ولا تدع ولا ت رم ولا تخش.
ــ
قال ابن الخباز: والضمير لجماعة النساء, وموضع هذه النون من الإعراب الرفع لأنها فاعل, وإنما لم تحذف لأنها اسم مرفوع بالفعل, فلو جاز حذفها في النصب والجزم لجاز حذف الألف والواو والياء فيهما من تفعلان وتفعلون وتفعلين. واعلم أن الفعل مع هذه النون مبني, قال سيبويه:«بنو فعلن» يعني أنهذه النون إذا لحقت الماضي سكن آخره للعة التي ذكرناها, فيحمل المضارع على الماضي فيبنى على السكون مثل / بنائه, لأنهم إذا أعربوا الفعل المضارع الذي أصله ١١٤/أالبناء لمشابهته الأسماء فأن يثنوه, لأنه فعل مثله - مع أن أصله البناء - أولى.
وقد تقرر أن الجازم يحذف الحركة وحرف العلة والنون كقولك: لا تضرب ولا تعز ولا تذهبوا. فإذا أمرت من هذه الأمثلة أسقطت في الأمر ما تسقطه في الجزم فقلت: اضرب واعز واذهبوا, أما إسقاط الضمة: فلأن آخر الأمر ساكن. وأما إسقاط الواو والنون: فلان الجازم لما حذفهما جرتا مجرى الحركة. وتقول: اشتر لحمًا فتحذف الياء وتبقى الكسرة لتدل عليها, وأما قول الراجز: