للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= بها وبأن المضمرة وإنما عملت النصب لأنها بمنزلة أن في إخلاص الفعل للاستقبال. وأما إذن: فمعناها الجواب والجزاء, يقول القائل: أنا أزورك فتقول له: إذن أكرمك, تأويله: إن كان ما ذكرت من الزيارة حقًا فإني أكرمك, ولها ثلاثة أحوال: الحالة الأولى: أن تقع متقدمة / ويكون بعدها فعل مستقبل, وتكون جوابًا لكلام فيجب أن تنصب, لأنها قد وقعت في أقوى مراتبها, فتارة تكون جوابًا صريحًا كمثالنا, وتارة تكون في تقدير الجواب كبيت الحماسة:

٢٧١ - أزجر حمارك لا يرتع بروضتنا ... إذن يرد وقيد العير مكروب

كأن قائلًا قال له: وماذا يكون إذا رتع حماره؟ فقال: إذن يرد.

الحالة الثانية: أن تقع متوسطة بين شيئين: ثانيهما محتاج إلى أولهما وذلك إما مبتدأ وخبر كقولك: زيد إذن يخرج, وإما قسم وجواب كقولك: والله إذن لا أفعل, وشرط وجواب كقولك: إن تكرمني إذن أكرمك, وإنما بطلت, لأنها لا تقتضي ما بعدها, وإنما الاقتضاء لما قبلها.

مسألة: تقول: زيد (يقوم) وإذن يخرج, فيجوز في يخرج الرفع والنصب بتأويلين مختلفين: إن عطفت يخرج على يقوم رفعت, وإن عطفته على: زيد يقوم نصبت, وهذا الذي يقال فيه: الجملة الصغرى, والجملة الكبرى.

الحالة الثالثة: أن تقع متأخرة فلا تعمل, لأنها لم تدخل على شيء, وفي التنزيل: {قد ضللت إذًا وما أنا من المهتدين} و {فعلتها إذًا وأنا من الضالين} فقد

<<  <   >  >>