قال ابن جني: وتضمر أن بعد خمسة أحرف, وهي: الفاء, والواو, وأو, ولام الجر, وحتى.
فأما الفاء: فإذا كانت جوابًا لأحد سبعة أشياء. وهي الأمر, والنهي, والاستفهام, والنفي, والتمني, والدعاء, والعرض - فإن الفعل ينتصب بعدها بأن مضمرة, تقول في الأمر: زرني فأزورك, والتقدير: زرني فأن أزورك ولا يجوز إظهار أن هنا لأنه أصل مرفوض وكذلك ببقية أخواتها قال الشاعر:
يا ناق سيري عنقًا فسيحًا ... إلى سليمان فنستريحا
وتقول في النهي: لا تشتمه فيشتمك قال الله عز وجل: {لا تفتروا على الله كذبًا فيسحتكم بعذاب} وتقول في الاستفهام: أين بيتك فأزورك, وتقول في النفي ما أنت بصاحبي فأكرمك, وتقول في التمني: ليت لي مالًا فأنفقه وتقول في الدعاء: اللهم ارزقني بعيرًا فأحج عليه, وتقول في العرض: ألا تزورنا فنكرمك.
ــ
جرت إذن في عوامل الأفعال مجرى ظننت في عوامل الأسماء, لأنها تقدمت وتوسطت وتأخرت كما أن ظننت كذلك, وإنما عملت, لأنها أخلصت الفعل للاستقبال, ولس في هذه النواصب الأربعة ما يدخل على الفعل الماضي إلا «أن» «وإذن» تقول: سرني أن قام, ويقول القائل: زرتك أمس فتقول له: إذن اتخذت عندي يدًا. ومنهم من يرفع الفعل بعد أن تشبيهًا بما المصدرية. قال:
٢٧٢ - أن تقرآن على أسماء وبحكما ... مني السلام وأن لا تشعرا أحدا
قال ابن الخباز: وقد ذكرنا أن أصل نواصب الفعل «أن» وأنهم نصبوا بها