. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= فنصب غورًا, لأنه حمله على موضع الجار والمجرور, وإنما اختاروا الفاء دون غيرها للجواب, لأن معناها الترتيب والتعقيب فهي تناسب الشرط. وإنما اختار «إذا» للجواب, لأن معناها المفاجأة, فهي تناسب الشرط أيضًا.
واعلم أن المواضع الثمانية التي تنصب الفعل بعد الفاء معها إذا أسقطت الفاء جاز جزم الفعل ورفعه, ولا يستثنى من ذلك إلا النفي والنهي في بعض المواضع تقول في الأمر: زرني أزرك, وفي النهي: لا تفعل الشرتنج. وفي الاستفهام:
أين بيتك أزرك. وفي التمني: ليت لي مالًا أنفقه. وفي العرض: ألا تنزل نصب خيرًا, وفي التحضيض: لولا تسافر تغنم, وفي الدعاء: اللهم ارزقني مالًا أتصدق به. قال الله تعالى: {فهب لي من لدنك وليًا * يرثني} يقرأ بالرفع ١٢٢/أوالجزم وقال تعالى: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار} وقال عمرو بن كلثوم التغلبي:
٢٩٦ - قفي قبل التفرق يا ظعينا ... نخبرك اليقين وتخبرينا
قفي نسألك هل أحدثت صرمًا ... لوشك البين أم حنت الأمينا
فهذه الأشياء كلها جزمت, لأنها جواب شرط محذوف دل عليه الكلام المتقدم. ووجه دلالته على الشرط أن الفعل الثاني ضمان سببه الأول, ألا ترى أنه إذا قال: أين بيتك أزرك (كان التقدير: إن أعرفه أزرك) وحق المضمر أن يكون من جنس المظهر, وحقيقة ذلك أنك إذا قلت: اجلس أحدثك, كان التقدير: إن تجلس أحدثك, فالأمر يقصد به إيجاب الفعل, والمقدر شرط موجب.