= أي: لله در من لامها اليوم, والفصل بحرف الجر كقول ذي الرمة:
٣١٥ - كأن أصوات من إيغالهن بنا ... أواخر الميس أصوات الفراريج
أراد: كأن أصوات أواخر الميس, فإذا ثبت ذلك وجب أن يكون قولنا: كم زارني رجلًا, أصله: كم رجلًا زارني بالنصب, لأن الفصل بين الناصب والمنصوب يقع كثيرًا والذي سوغ هذا التقدير أن من العرب من يقول: كم رجلًا زارني, فينصب بها النكرة من غير فصل. قال الفرزدق:
٣١٦ - كم عمة لك يا جرير وخالة ... فدعاء قد حلبت علي عشاري
الفدع: استرخاء الرسغ, والعشار: جمع عشراء, وهي الناقة التي أتى عليها من حملها عشرة أشهر. والبيت يروى برفع العمة ونصبها وجرها, فالرفع بالابتدء وساغ الابتداء بالنكرة, لأنها وصفت بقوله:«لك»«وقد حلبت» هو الخبر, فإذا رفعت جاز أن تكون كم استفهامية وخبرية, فإن كانت استفهامية فهو يسأل عن الحلبات تهكمًا واستهزاء, وإن كانت خبرية فهو يخبر عن العمة بالحلب, وإذا نصبت جاز أن تكون استفهامية وخبرية, فإن كانت استفهامية فالسؤال عن العمات