قال ابن جني: والتاء تدخل على اسم الله عز وجل وحده, تقول: تالله لأركبن, قال الله عز وجل: {وتالله لأكيدن أصنامكم} , والأصل في هذا كله أحلف بالله, وأقسم بالله, فحذف الفعل تخفيفًا في أكثر الأمر.
فإن حذفت حرف القسم, نصبت الاسم بعده بالفعل المقدر. تقول: الله لأذهبن أباك لأقومن, قال امرؤ القيس:
فقالت يمين الله مالك حيلة ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
ومن العرب من يجر اسم الله تعالى وحده مع حذف الجر, فيقول: الله لأقومن وذلك لكثرة استعمالهم هذا الاسم, وتقول: إي هالله فتجر الاسم بها. لأنها صارت بدلاً من الواو, وكذلك قولهم في الاستفهام:
آلله لأذهبن, صارت همزة الاستفهام عوضًا من الواو, فجرت الاسم / ٥٠/أوتقول في التعجب. لله لأقومن, وتقول: من ربي ومن ربي لأذهبن.
ــ
الثالث: أنها تستعمل في الاستعطاف كقولك بالله متى تزورنا, أنشد أبو علي:
٣٩٥ - خليلي هل من حيلة تعلمانها ... يدنيكما من وصل مي احتيالها
فتحتالها أولا وإلا فلم تكن ... بأول راج حاجة لا ينالها
والواو بدل من الباء, وإنما أقاموها مقامها, لأنها شابهتها في المخرج, لأنهما شفويتان, ولا تدخل إل على المظهر, تقول: والله, وقد كثر القسم بالواو في القرآن ولا يجوز أن تقول: وك كما تقول: بك لأن الواو لا تكون جارة إلا في القسم.
قال ابن الخباز: والتاء بدل من الواو, ولا تدخل إلا (على) اسم الله تعالى كقوله تعالى: {وتالله لأكيدن أصنامكم} وفيها معنى التعجب, وقد = ١٥٥/ب