= وأما الأولى فيطلق على جمع المذكر وجمع المؤنث, وقد جمعها أبو ذؤيب الهذلي في بيت قال:
٤١٩ - وتبلى الأولى يستلئمون على الأولى ... تراهن يوم الروع كالحدإ القبل
وأما اللاؤن واللائين فهو بمعنى الذين, أنشد أبو علي للكميت:
٤٢٠ - ألما تعجبي وترى بطيطًا ... من اللائين في الحقب الخوالي
البطيط: العجب.
والذي والتي وتثنيتهما يكونان لمن يعقل ولما لا يقعل, والذين لا يكون إلا لمن يعقل, وكذلك اللاؤن واللائين, وجمع التي يكون لذوات العلم وغيرهن وقد تقدم في الأبيات ما يدلك على ما قدمناه.
ومنها: من: وهي مختصة بذوي العلم, مفردة اللفظ في الإفراد والتثنية, والجمع, وإذا جئت لها بصلة, فإن عنيت بها المفرد لم يجز إلا توحيد العائد كقولك, جاءني من أبوه خير منك, وإن عنيت بها التثنية والجمع المذكر والمؤنث جاز توحيد الضمير حملًا على لفظها وتثنيته وجمعه حملًا على معناها, قال الله عز وجل:{ومنهم من يستمع إليك} وقال: {ومنهم من ينظر إليك}.
وقال تعالى:{ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به} فوحد حملًا على اللفظ / وهو كثير, وقال تعالى:{ومنهم من يستمعون} فجمع حملًا على المعنى. = ١٦٠/أ