للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= والظرف خبره. وفي التنزيل: {الذين هم في خوض يلعبون} وإنما حكمنا بنقل الضمير إلى الظرف لئلا تخلو الصلة من العائد, ولئلا يكثر الحذف وتقول: جاءني من غلامه زيد فمن فاعل, وغلامه زيد صلته, ولا يجوز تقديم زيد على غلامه لما ذكرنا, ويجوز أن تكون من نكرة موصوفة, كأنك قلت: جاءني إنسان غلامه زيد, والفرق بينهما أنك إذا جعلت من موصولة لم يكن للجملة موضع من الإعراب, لأن الصلة لا موضع لها من الإعراب, لأن المفرد لا يقم مقامها, وإذا جعلت من نكرة موصوفة كان موضع الجملة رفعًا لأنها صفة مرفوع, وتقول: رأيت ما رأتيه, فقصة «ما» كقصة من إن جعلتها موصولة لم يكن للجملة موضع من الإعراب, وإن/ جعلتها موصوفة كانت الجملة في موضع نصب, لأن «ما» منصوبة.

وتقول: نظرت إلى القائم أخوه فالألف واللام بمعنى الذي, وقائم صلته وهو في تقدير الفعل الصريح, ولما كانت الصلة ها هنا اسمًا صريحًا أعربت, ويدلك على أن اسم الفاعل في معنى الفعل الصريح إجماعهم على إعماله, وهو بمعنى الماضي كقولك: جاءني الضارب زيدًا أمس, فلولا أنه في تقدير الفعل - كأنك (قلت) جاءني الذي ضرب زيدًا أمس لم يجز أن يعمل, وهو للماضي.

وقالوا: إنه لا يجوز أن يعمل في المستقبل, فلا تقول: الضارب زيدًا غدًا عبد الله لأن اسم الفاعل يعمل في المستقبل من غير ألف ولام كقوله تعالى: {والله متم نوره}.

فأما قول جرير:

٤٢٣ - فبت والهم يغشاني طوارقه ... من خوف رحلة بين الظاعنين غدًا

فإن غدًا متعلق بين لا بالظاعنين كذا قال أبو علي.

<<  <   >  >>