للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= إنما (لم) تعمل في الموصول, لأنها يجب أن تكون بعده, فإذا كان معمولا لها فالجيد أنيكون بعدها فيكون مستحقًا للتقدم والتأخر في حال واحدة وهذا محال. ولا تعمل الصلة في شيء قبل الموصول, لأن مرتبة العامل أن يكون قبل المعمول, فلو عملت الصلة في شيء قبل الموصول لكان حقها أن تتقدم على ما تقدم على الموصول. وإذا لم يجز أن تتقدم عليه وهي إلى جانبه فألا تتقدم عليه وبينها وبينه فاصل أولى.

ولا تكون الصلة إلا جملة خبرية, وقد فسر الخبرية بقوله: (محتملة للصدق والكذب) وإنما وجب أن تكون خبرية لأن التخصيص والإيضاح لا يحصل بغير الخبر, ولهذا كله أمثلة أنا أسوقها واحدًا فواحدًا, وأذكر عند كل مثال منها ما يليق به, تقول: الذي قام أخوه زيد. فالذي مبتدأ وقام فعل وأخوه فاعله, والهاء عائدة إلى الذي, وقد تم الذي بصلته وتمامه عند الهاء, فصار بمنزلة قولك: «هذا» وزيد خبره, وتقول: الذي أخوه زيد أخوك, فالذي مبتدأ أيضًا وأخوه مبتدأ, وزيد خبره, والعائد إلى الذي الهاء, وأخوك خبر الذي. ولا يجوز تقديم زيد في المسألة/ الأولى, ولا تقديم أخوك في المسألة الثانية على الذي, لأن المبتدأ والخبر معرفتان, وإذا كانا معرفتين لم يتقدم الخبر على المبتدأ, لأنه يلتبس بالمبتدأ, ولو قلت الذي قام أخوه عاقل, والذي أخوه زيد كريم, جاز التقديم, لأن المبتدأ معرفة والخبر نكرة. تقول: مررت بالذي في الدار, فالذي مفعول تعدى إليه الفعل بالباء وقد وصل بحرف الجر, والاستقرار محذوف تقديره: مررت بالذي استقر في الدار, إن أردت الماضي, وإن أردت المستقبل قدرت يستقر, وفي الفعل المقدر ضمير يعود إلى الموصول مستكنًا فيه, فلما حذف نقل الضمير الذي كان في الفعل إلى حرف الجر فارتفع به, كما كان يرتفع بالفعل, ولو جئت بظاهر فقلت: مررت بالذي في الدار أبوه كان لك في أبوه وجهان: أن ترفعه بالظرف, لأنه في موضع الضمير. والثاني: أن ترفعه بالابتاء وتجعل الظرف خبرًا مقدمًا, ويجوز أن تقول: مررت بالذي أبوه في الدار, ومررت بالذي هو في الدار, فيكون أبوه وهو مبتدأين,

<<  <   >  >>