= لا يقال, لأن الاستفهام لا يكون صلة, فينبغي أن يتقدم أيكم, ويكنى عنه فتقول:«أيكم الذي هو هو زيد» فهو الأول كناية عن أيكم لتقدمه, وهو الثاني كناية عن زيد لأنه مخبر عنه, وإن أخبرت عن أيكم فالأًل أن تقول:«الذي هو زيد» أيكم ولكن هذا لا يقال, لأن الاستفهام لا يتأخر, فحقك أن تقدمه/ فتقول: أيكم الذي هو زيد, وكذلك تفعل, تقول: من أبوك؟ وما طعامك؟ وهذا باب غريب, ذكره أبو بكر في الأصول, ومن نقد هذه العشرين مسألة بعين فكره فتحت عليه أبوابًا واسعة من الإخبار, لأن كل مسألة من فن.
واعلم أن الإخبار بالذي والألف واللام لا يحيط به علمًا إلا من أحكم أبواب العربية وكان شيخنا رحمه الله يقول: مسائل الإخبار بالذي (و) بالألف واللام في النحو كمسائل الأبنية في التصريف, لأن كل واحد من النوعين لا يحيط به إلا من أحكم مباني النوعين, وقيل لبعض الحمقى من أهل عصرنا: إذا قلنا: قام زيد, فكيف تخبر عن زيد؟ فقال: أقول: الذي فعله زيد القيام, وهذا كلام من لا يعرف قول النحويين: كيف تخبر عن كذا؟ ولولا اعتزار كثيرين بظواهر هؤلاء المشتبهين بالعلماء لكان اللائق بنا الإضراب عن ذكر هذه العورات, لأن أقل ما فيها اعتياد اللسان ذكر الحسائس, وذلك محظور في حكم العقل.