قال ابن جني: الحروف الموصولة ثلاثة وهي: «ما» و «أن» الخفية, وأن الثقيلة, ومعاني جميعها بصلاتها المصادر, تقول: سرني ما قمت, أي: قيامك, وعجبت مما قعدت أي: من قعودك قال الله عز وجل: {بما كانوا يكذبون} أي: بتكذيبهم. وأما أن الثقيلة فقد مضى ذكرها في بابها أنها تنصب الاسم وترفع الخبر, ومعناها معنى المصدر.
وأما «أن» الخفيفة فهي الناصبة للفعل, والفعل/ بعدها أيضًا صلة لها تقول: أريد أن تقوم, ويسرني أن تذهب.
وتقول: أريد أن تذهب فتضرب زيدًا, فتعطف تضرب على تذهب, تقول: أريد أن أزورك فبمعنى البواب, فترفع ينمعني, لأنه ليس معطوفًا على أزورك بل هو مستأنف مرفوع, كما قال الحطيئة:
والشعر لا يسطيعه من يظلمه ... إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه ... يريد أن يعربه فيعجمه
فرفع يعجمه, لأنه استأنفه, أي: فإذا هو يعجمه, ولو نصبت لفسد المعنى.
ــ
قال ابن الخباز: وأما الحروف الموصولة فهي ثلاثة: «ما» و «أن» الثقيلة, و «أن» الخفيفة أما «أن» الثقيلة: فقد مضى ذكرها في بابها, وهي اسمها وخبرها في موضع مصدر يحكم عليه برفع أوصنب أو جر, تقول: سرني أنك قائم, أي: سرني قيامك وعرفت أنك ذاهب أي: عرفت ذهابك, وعجبت من أنك جالس, أي: من جلوسك ومن أحكامها أنها إذا كانت مرفوعة بالابتداء لم يجز تقديمها تقول: حق أنك ذاهب ولا تقول: «أنك ذاهب حق» لأنها إذا تقدمت صارت معرضة لدخول «إن» فنقول: إن أنك ذاهب حق, وهذا لا يجوز, لأنك قد جمعت بين حرفي توكيد وإذا كانت مفعولة لم يجز تقديمها, تقول: علمت أنك ذاهب, ولا يجوز أنك ذاهب/ علمت, لأنها إذا لم تقدم وهي مبتدأة حقها التقديم فألا تقدم وهي مفعلوة حقها التأخير أولى.
وأما «ما» فهي حرف مصدري يوصل بالفعل الماضي والمضارع, تقول: عجبت