. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
مما قعدت, وسرني ما تقوم, قال الله تعالى: {ليجزيك أجر ما سقيت لنا} أي: أجر سقيك, وقال تعالى: {بم كانوا يكذبون} أي بتكذيبهم, واختلف فيها فمذهب سيبويه أنه حرف, واحتج بأن الضمير لا يعود إلهيا من صلتها وذهب أبو الحسن إلى أنها اسم, جاءت بمعنى الحدث كما يجيء الذي بمعناه كقولك: عجبت من القيام الذي يوم الجمعة, والعائد عنده محذوف, فإذا قلت عجبت مما قعدت, فتقديره عنده: مما قعدته, أي من القعود الذي قعدته.
وأما «أن» الخفيفة: فهي حرف مصدري بالاتفاق, وتوصل بالفعل الماضي والمضارع, تقول: عجبت من أن قمت, وسرني أن تجلس, فإذا دخلت على المضارع أخلصته للاستقبال, والكثير الشائع فيها نصبه, وقد ذكرنا ذلك في النواصب. ومن العرب من يرفع الفعل بعدها, قال:
٤٢٦ - ونحن منعنا البحر أن يشربونه ... وقد كان منهم ماؤه بمكان
وإذا دخلت على الماضي لم تغيره عن مضيه, وليست بمنزلة «إن» الشرطية, لأن تلك تقلب الماضي إلى المستقبل, وهذه لا تغيره, لأن الغرض منها ومن صلتها المصدر, وذلك حاصل من الماضي. وإذا عطفت فعلًا بعد الفعل المنصوب, فإن صح إشراكه معه في النصب جاز عطفه عليه, وإن لم يصح فاقطعه وارفعه, فمما يصح عطفه قولك: أحب أن تذهب فتضرب زيدًا فتنصب تضرب, (و) لا يصح دخوله في الإخبار كأنك قلت: أحب ذهابك/ فضربك زيدًا, والواو وثم وأو بمنزلة الفاء وليس النصب بضربة لازم, بل يجوز أن