قال ابن جني: وتدخل في الاستفهام والنفي, قال الشاعر:
هل ترجعن ليال قد مضين لنا ... والعيش منقلب إذ ذاك أفنانا
وتقول في التثنية: لتضربان زيدًا, وفي الجمع: لا تذهبن معه, ومع التأنيث: لا تضربن زيدًا, حذفت النون لزوال الرفع, وحذفت الواو والياء/ لسكونهما وسكون النون الأولى بعدهما, وبقيت الكسرة والضمة تدلان عليهما. ولم تحذف الألف من لتضربان, لئلا تشبه الواحد, قال الله عز وجل: {لتركبن طبقصا عن طبق} , وقال تعالى: {ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون} وقال تأبط شرًا:
لتقرعن علي السن من ندم ... إذا تذكرت يومًا بعض أخلاقي
ــ
قال ابن الخباز: وتدخلان في الاستفهام, وأنشد:
٤٤١ - هل ترجعن ليال قد مضين لنا ... والعيش منقلب إذ ذاك أفنانا
أفنان: جمع فن وانتصابه على الحال من الضمير في منقلب, وقال المرقش الأكبر:
٤٤٢ - هل يرجعن لي لمتي إن خضبتها ... إلى عهدها قبل المشيب خضابها
وقال: إنها تدخل في النفي ولم يذكر له مثالًا ولا شاهدًا, وإنما جاز دخولها في النفي لأنه يقصد به ترك الفعل فشبه النهي, وها هنا تنبيه: اعلم أن المنفي بلم ولما يضعف دخول النون عليهما, لأنهما تقلبان معناه إلى المضي, والمنفي بما لا يجوز دخولها عليه, لأنها مخلصة للحال.