قال ابن جني: فإن كانت فيه زيادة واحدة حذفتها إن لم يكن حرف لين رابعًا تقول في مدحرج دحيرج, وفي جحنفل: جحيفل. وفي فدوكس: فديكس, حملًا على دحارج وجحافل وفداكس. فإن كانت فيه مدة رابعة لم تحذفها, وقلبت الواو والألف ياء لانكسار ما قبلهما, تقول في قرطاس: قريطيس, وفي جرموق: جريميق, وفي دهليز: دهيليز.
ــ
سفيرجل وقال الخليل: لو جاء تامًا لقيل: سفيرجل بالإسكان, وأجازوا أن يقال في فرزدق: فريزق, بحذف الدال, لأنها من مخرج التاء, وهي زائدة ولم يجيزوا أن يقال في جحمرش: جحيرش فيحذفوا الميم, لأنها بعيدة من الطرف وأجازه الزمخشري ومعنى قوله: «إن التحقير والتكسير من واد واحد» يعني أن التحقير والتكسير من بنات الخمسة يستويان في تغيير الحرفين: الأول والثاني, وفي إلحاق الزيادتين ثالثتين ألف التكسير وياء التحقير, وفي كسر ما بعدهما, وفي أنه ليس للجمع فعالل ولا للتحقير فعيللل.
قال ابن الخباز: فإن كان في بنات الأربعة زائد وحقرته حذفت الزائد إلا أن يكون رابعًا ألفًا أو واوًا أوياء, تقول في مدحرج: دحيرج, وفي جحنفل وهو الغليظ: جحيفل وفي فدوكس وسميدع وعذافر: فديكس/ وسميدع وعذيفر, وإنما حذفت الزائد لأن تقريره يخرج الاسم عن بناء التحقير إن بقيت الحرف الأخير, وإن حذفته أقررت الزائد, وحذفت الأصل, وذلك لا يجوز, فإن كان رابعه مده أقررته وقلبت الألف والواو ياء لسكونهما وإنكسار ما قبلهما, وبقيت الياء, لأن تقريرها لا يخرج الاسم عن بناء التحقير, تقول في قرطاس وجرموق ودهليز: قريطيس وجريميق ودهيليز.
فإن كانت في بنات الثلاثة زائدتان متساويتان من حيث إنهما كلتيهما تلحقانه ببنات الخمسة حذفت أيتهما شئت لأنه لا فضل لإحداهما على الأخرى, وتقول في حبننطى ودلنطى إن حذفت النون: حبيط ودليط فتقلب الألف (ياء) لإنكسار