= وتصغره فلما حذف ياء زينب صار على ثلاثة أحرف بمنزلة قدر, فقال زنيبة كقديرة, وإنما لم يلحقوا التاء الزائد على الثلاثة, لأن الحرف الزائد على الثلاثة ضارع تاء التأنيث حيث جاء بعد عدد تكون عليه الأصول.
وقد شذ عن القياس ثلاثة أسماء, وهي: وراء وقدام وأمام, قالوا في تصغيرها وريئة وقديديمة وأميمة, قال الشيخ رحمه الله: لأن الغالب على الظروف التذكير وهذه مؤنثات. فلو صغرت بغير تاء لألحقت بالغالب/ قال القطامي:
٤٨٩ - وثنتين مما قد يلذهما الفتى ... جمعتهما خمر وبيضاء كاعب
قديديمة التجريب والحلم أنني ... أزى غفلات العيش قبل التجارب
وفي تصغير وراء خلاف بين العرب مبني على همزتها منهم من يجعلها أصلًا كهمزة حناء, فتقول في تحقيرها: وريئة مثال وريعة, حكاه أبو علي, ومنهم من يجعل الهمزة بدلًا من الياء فيقول في تصغيرها: ورية, وأصلها وريبة بثلاث ياءات فحذفت الياء الأخيرة, وعلى هذا يجب إلحاق تاء التأنيث, لأنها صارت بالحف إلى بنات الثلاثة المجردة كقدر, فتقول في تصغير سماء: سمية, وكذلك كل اسم مؤنث جاء على هذا البناء, واعلم أن العبرة في إلحاق التاء وحذفها بالمعنى فلو سميت امرأة بحجر قلت في تحقيرها: حجيرة, لأنه صار بالنقل مؤنثًا, ولو سميت رجلًا بقدم قلت في تحقيره: قديم, لأنه صار بالنقل مذكرًا.