قال ابن جني: وتقول في تحقير المبهمة, في ذا: ذيا, وفي تا وذه وذي جميعًا: تيا.
وفي تحقير «الذي»: اللذيا, «والتي» , وذاك: ذياك وفي «ذلك» ذيالك قال الشاعر:
لتقعدن مقعد الصبي ... مني ذي القاذورة المقلي
أو تحلفي بربك العلي ... إني أبو ذيالك الصبي
/ وقد شذ شيء من التحقير لا يقاس عليه, قالوا في عشية: عشيشية, وفي مغرب: مغيربان.
وفي إنسان: أنيسيان, وفي الأصيل: أصيلان, أبدلوا من النون لامًا فقالوا أصيلال فاعرف هذا ولا تقسه.
ــ
قال ابن الخباز: واعلم أن الأسماء المبهة قسمان: أسماء إشارة وأسماء موصلات, قد شرحناها في أبوابها, وكان حقها أن لا تحقر, لأن البناء ملازم لها وهي موغلة في شبه الحروف ولكنهم اجترأوا على تحقيرها, لأنها تتصرف الأسماء إذا وقعت فاعلة ومفعولة ومضافًا إليها, والذي حقر منها عدل به عن منهاج الأسماء المتمكنة بأن فتح أوله, وألحق الألف آخره.
أما أسماء الإشارة: فكلها تحقر. تقول في ذا: ذيا وفي «تا»: تيا, وإنما أبقيت الول على فتحه إيذانا بأن تحقيره على خلاف الأصل وكان أصلها: ذبيبيا وتبييبا بثلاث ياءات فحذفت الياء الأولى, والثانية ياء التحقير, والثالثة لام الفعل, ووزن ذيا وتيا «فيلا» لأن الياء المحذوفة عين الكلمة, وإنما ألحق الألف عوضًا من ضمة التحقير اللاحقة أوله.
ولا تحقر/ «ذي ولا ذه» لئلا يلتبس بتحقير المذكر وتحقير «ذاك» «ذلك» كتحقير «ذا» تقول: ذياك وذيالك, وقال الراجز: