. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= {فوربك لنسألنهم أجمعين} وقوله تعالى: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} إنهم يسألون سؤال تقريع لا سؤال استعلام.
وكلم الاستفهام نوعان: حروف وأسماء, فالأسماء نوعان: ظروف وغير ظروف فغير الظروف أربعة: «من وما وأي وكم» والظروف خمسة «متى» (وأيان) وأين وأنى وكيف. وعده «أي حين» في الظروف غير مستقيم, لأن السؤال بأي وإنما صارت ظرفًا, لإضافتها إلى الحين, وهذه الأسماء التسعة متضمنة معنى الهمزة وقائمة مقامها, وفي وضعها موضعها / حكمة بديعة, لأنها عامة للأجناس التي وضعت مسئولا بها عنها, فكل واحد منها في موضعه يغنيك عن تكرير الهمزة وذكر أسماء ذلك الجنس «فمن» سؤال عمن يعقل يعم جميع أسمائهم, تقول: من عندك؟ فيصلح أن يجيبك بالمذكر والمؤنث مفردًاومثنى ومجموعًا فيقول: زيد أو الزيدان أو الزيدون, أو هند أو الهندان أو الهندات, لأن من تحتمل هذا كله, ويجوز أن يجيب بالنكرة فيقول: رجل أو امرأة, إذا كان السائل يجهل النوع المعين, فإن قال: «من عندك من الرجال»؟
لم يجز أن يجيب بالمؤنث, ولو قال: «من عندك من النساء؟ لم يجز أن يجيب بالمذكر لأن التبيين قلل العموم.
و«ما» سؤال عما لا يعقل, نعم أسماءه, تقول: ما معك؟ فيقول: دراهم أو دنانير أو ثياب, ويجوز أن يجيب بالمذكر والمؤنث مفردًا ومثنى ومجموعًا للعموم. «وأي» سؤال عن ذوي العلم وغيرهم, لأنها بعض من كل, ومعناها يستبين بإضافتها, تقول: أي الرجال عندك؟ فيقول: زيد وأي الدواب ركبت؟ فيقول: الأشقر. وتقول: أي النساء عندك؟ وأية النساء عندك؟ فمن ذكر حمله على البعض ومن أنث قال: هو امرأة, والذي جاء في التنزيل: {وما تدري نفس بأي أرض تموت} فذكر.
«وكم» سؤال عن العدد, تقول: «كم مالك»؟ فيقول: ألفان, وله أن