قال ابن جني: فإذا قلت: متى زيد قائم, رفعت قائمًا ألبتة, لأن متى ظرف زمان, وظروف الزمان لا تكون أخبارًا عن الجثث.
ولكن لو قلت: متى انطلاقك سريع وسريعًا؟ فرفعت أو نصبت, كان مستقيمًا, لأن الانطلاق حدث, وظروف/ الزمان تكون أخبارًا عن الأحداث.
ــ
قال ابن الخباز: وأما الظروف المستفهم بها في خمسة: «متى, وأين, وأيان, وأني, وكيف» , تقول: متى قمت؟ (وأيام انطلقت؟ فمتى) «وأيان» منصوبان بما بعدهما, وتقول: كيف تصنع؟ فكيف في موضع نصب على الحالو وتقولك متى قيامك؟ وأيان انطلاقك؟ لأنهما زمانان, وتبتدئ معهما الأحداث, والزمان/ بمنزلة المصدر بعدهما, وفي التنزيل: {يسألون أيان يوم الدين} وتقول: كيف زيد؟ وكيف قيامك, لأن العين والمعنى يجوز السؤال عن صفتهما, وتقول: متى زيد قائم؟ وأيان عمرو جالس؟
فلا يجوز في قائم وجالس إلا الرفع, لأنك لو نصبتهما على الحال لجعلت «متى وأيان» خبرًا عن الجملة, وذلك لا يجوز, كما لا يجوز زيد يوم الجمعة قائمًا, وتقول: متى انطلاقك سريعًا وسريع, فالرفع على أن يكون خبر مبتدأ, وهو العامل في «متى».
والنصب على الحال وهو على وجهين: أحدهما: أن يكون انطلاق مبتدأ ومتى خبره, وهو العامل في الحال, كما تقول: انطلاقك غدًا معجبًا لزيد. والثاني: أن يكون حالًا من الكاف في انطلاقك, لأنهما في موضع رفع بأنها فاعلة للمصدر المضاف إليها. وتقول: أين زيد جالس وجالسًا, وكيف زيد صانع وصانعًا. فالرفع على أن يكون خبر مبتدأ, وهو العامل في «أن وكيف» والنصب على الحال والعامل فيها الاستقرار المقدر, والفرق بين الرفع والنصب: أنه إذا قال: أين زيد جالس, فرفع, فالسؤال عن موضع الجلوس, وإذا نصب, فالسؤال عن الموضع الذي استقر فيه زيد في حال جلوسه. وإذا قال: متى انطلاقك سريع, فرفع (فالسؤول عن زمان سرعة الانطلاق, وإذا نصب) فالسؤال عن زمان الانطلاق