. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= نحو الكسرة وبالألف نحو الياء, وحقيقة ذلك أن تشرب الفتحة والألف شيئًا من صوت الكسرة والياء, فتصير الفتحة بينها وبين الكسرة, والألف بينها وبين الياء, فمثال إشراب الفتحة صوت الكسرة قولك: «مررت بالبقر, وعجبت من الضرر» أشربت فتحة القاف والراء صوت الكسرة, وقالوا: «رأيت خبط الريف» فأمالوا الطاء لكسرة الراء, ومثال إمالة/ الألف قولك: «عالم وعابد وسعى ورمى» ومتى أملت الألف أملت الفتحة التي قبلها, لأنه لا يمكن إمالتها إلا بإمالة الفتحة.
والإمالة لغة قيس وأسد وتميم, والتفخيم لغة أهل الحجاز, وهو الأصل, لأن الألف إذا لم تمل كانت حقيقية, وإذا أميلت ترددت بين الألف والياء, والأصل في الحرف أن يمازج صوته صوت غيره, ونظير الإمالة في تقريبهم الحرف من الحرف لتجانس الصوتين قولهم: «صدر» فأشربوا الصاد صوت الزاي, لأن الصاد مهموسة والدال مجهورة, فأشربوا الصاد صوت الزاي, لأنها توافق الدال في الجهر والصاد في الصفير, فكذلك قالوا: عالم, فأمالوا الألف ليتناسب الصوتان, لأن الألف تستعلى إلى الحنك الأعلى, والكسرة تنزل إلى وسط اللسان, فجذبوا الألف إلى خير الكسرة ليكون العمل من موضع واحد.
ولما كان الغرض بالإمالة مجانسة الألف للياء اعتبرت في الإمالة, فلابد للإمالة من سبب يتعلق بالياء على وجه «ما» والأسباب ستة: الكسرة: وتجويزها للإمالة, لأنها بعض الياء: وهي أقوى من الكسرة, لأن الكسرة إنما جوزت, لأنها بعضها, وانقلاب الألف عن الياء. والمقصود بالإمالة فيه التنبيه على الأصل. وكون الألف بمنزلة الألف المنقلبة عن الياء, والمقصود الإيذان بالمشابهة وأن يكون الحرف الذي قبل الألف منكسرًا في حال والمقصود بالإمالة التنبيه على حركة الحرف الذي انقلبت عنه الألف, لأن كسرة الحرف الذي قبله منقولة عنه إليه. والإمالة للإمالة, والغرض منه تجانس الصوتين.
أما الكسرة: فتكون قبل الألف وبعدها, فإذا كانت قبلها فلها حالتان: