= إحداهما: أن تكون في مجاور مجاور الألف, وذلك نحو: كتاب وحساب, وأهل العراق يسرفون/ في إمالة هذا النحو من الأسماء حتى يجعلوا الألف ياء محضة وهو من اللحن الفاحش, لأنه خارج عن كلام العرب. الثانية: أن يكون بين الكسرة والألف حرفان أولهما ساكن, وذلك قولك في شملال ومفتاح: شملال ومفتاح. وإذا كانت بعدها, شرط فيها أن تكون مجاورة الألف, تقول في عابد: عابد, وفي حايد: حايد, وهو اسم فاعل من «حاد يحيد» إذا عدل.
فإن حال بينها وبين الألف حرف مفتوح أومضموم امتنعت الإمالة كقولك: مررت بتابل وعجبت من آجر, لأن الضمة والفتحة مجاورتان للألف فمناسبتهما لها في الاستعلاء أولى.
وأما الياء: فتميل إذا كانت قبل الألف, ولها حالتان: إحداهما: أن تكون مجاورة الألف, تقول في «سيال وضياح: سيال وضياح والثانية: أن يكون بينها وبين الألف حرف كقولك في «شيبان وعيلان»: «شيبان وعيلان» , وإنما جازت الإمالة, لأن الياء ساكنة, والحاجز قليل, وشيبان: رجل من بكر بن وائل وهو شيبان بن ثعلبة, ويجوز أن يكون فعلان من الشيب.
وقال لنا الشيخ رحمه الله: إن أصله: شيبان فحذفت عين الفعل. وعيلان بالعين المهملة: وهو لقب إلياس بن مضر, وكان متلافًا فكلما أعسر أتى أخاه إلياس فأعطاه مالًا, فقال له مرة: غلبت عليك العيلة فأنت عيلان, والعيلة: الحاجة وفي التنزيل: {ووجدك عائلًا فأغنى}.