. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= جعلت بمنزلة المنقلبة عن الياء, لأنك لو اشتققت نم حبلى وسكرى فعلًا, ومن حبارى بإسقاط الألف الثالثة وإبقاء الألف الأخيرة, لوجب أن نقلبها ياءً إذا أسندت الفعل إلى ضميرك, فقلت: حبليت وسكريت وحبريت, وإنما وجب ذلك, لأنها تقلب في المضارع ياء لإنكسار ما قبلها كقولك: يحبلي ويسكري وتحبري, ألا ترى أنهم قالوا: أخليت وأعليت, وهو من الواو, والأصل أخلوت وأعلوت فبنوهما على المضارع, لأنهم يقولون فيه: يخلي ويعلي, فقلبوا الواو ياء في الماضي, وإن شئت قلت: أميلت ألف التأنيث, لأنه تنقلب في التنثية والجمع بالألف والتاء ياء, تقول: سكريان وحبليات وحباريات وقد شرحت علة ذلك في باب/ جمع التأنيث. وأما الألف التي ينكسر ما قبلها في بعض الأحوال: فقد مثلها أبو الفتح يخاف وهاب وصار, وأما تمثيله بخاف, فجيد, لأن الألف واوية, فهي بعيدة من الإمالة, وإنما سوغ إمالتها انقلابها عن حرف مكسور, لأن الأصل «خوف» كعلم فإذا أسندت الفعل إلى الضمير قلت: خفت, فكسرة الخاء هي كسرة الواو محولة وهذا معنى قوله: (ينكسر ما قبلها في بعض الأحوال).
وأما تمثيله «بهاب وصار»: ففيه نظر, لأن «هاب وصار» من بنات الياء كقولك: «هيبة ومصير» فتكون الإمالة لأن الألف يائية, لا للكسرة, وسمع كثير, وهو يقول: صار في مكان كذا بالإمالة. وأما الإمالة للإمالة: فنحو قولك: رأيت عمادا في الوقف, وكذلك كتبت كتابًا وعملت حسابًا. فإن قلت: أي الإمالتين السبب؟ قلت: الأولى, لأنك أملت ميم عماد لكسرة العين, وأملت الألف المبدلة من التنوين في الوقف, لئلا يخرج من إمالة إلى تفخيم. ولا يجوز أن تفخم الأولى وتميل الثانية, لأنه ليس لإمالتها سبب, وأما قراءة من قرأ: {واليتامى} {والنصارى} بإمالتين فإن الأولى مسببة عن الثانية =