قال ابن جني: واعلم أن في الحروف: حروفًا تمنع الإمالة في كثير من المواضع, وهي حروف الاستغلاء وعدتها سبعة: وهي الصاد, والضاد, والطاء, والظاء, والغين, والخاء, والقاف, إذا كان واحد من هذه الحروف قبل الألف أو بعدها, مفتوحًا, أو / مضمومًا, منع الإمالة, فالذي هو قبل الألف نحو قولك: صالح, وضامن, وطالب, وظالم, وغالب, وخالد, وقاسم, وقول العامة: فلان قاعد خطأ منهم فاحش. وأما إذا وقعت هذه الحروف بعد الألف فنحو: حاصل, وفاضل, وعاطل, ومتعاظم, وساحل, وشاغل, ونافق, وكذلك: التواصل, والتواقع, والتنافق, فإن كل شيء من هذه الحروف مكسورًا قبل الألف لا بعدها جازت معه الإمالة, وذلك نحو: ضفاف, وقفاف, وخفاف, وطلاب, وغلاب.
ــ
= لأن الألف الأخيرة أمليت لكونها خامسة, فهي معرضة للانقلاب عن الياء. وها هنا سببان آخران لم يذكرهما أبو الفتح: أحدهما: إمالة ما قبل هاء التأنيث وقد أمالت القراء خمسة عشر حرفًا قبل هاء التأنيث في الوقف يجمعها: «فجئت زينب لذوذ شمس» كقولك: «نطفة وبهجة ومبثوثة وبغتة وعزة وراضية وجنة وحبة وأذلة ولذة وقوة والعدة وعيشة ورحمة والمقدسة».
الثاني: مشاكلة رؤوس الآي, كقوله تعالى: {والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها} أمال ضحاها/ وهو من بنات الواو, ليشاكل تلاها, وقد عرفت أن الاسم من الواو لا يمال, والفعل من الواو يمال.
قال ابن الخباز: واعلم أنه يعرض لها موانع كما عرضت لها أسباب, وموانعها ثمانية أحرف, حروف الاستعلاء السبعة, والراء. فالمستعلية: الصاد, والضاد,