للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= والطاء, والظاء, والخاء, والغين, والقاف, وإنما سميت مستعلية, لأن اللسان يصعد معهن إلى الحنك الأعلى, وأنا أذكر مخارجهن لتفهم حقيقة الاستعلاء فيهن, «فالصاد» تخرج من طرف اللسان, وفويق الثنيتين السفليين, «والضاد» تخرج من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس, وهي من الجانب الأيسر أسهل, وقال صاحب الكشاف: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قادرًا على إخراجها من كلتا لجهتين «والطاء» تخرج من طرف اللسان وأصل الثنيتين العليين «والظاء» تخرج من طرف اللسان وطرف الثنيتين العليين «والغين» تخرج من أدنى الحلق إلى الفم. والقاف تخرج من أقصى اللسان وما يليه من الحنك الأعلى «والخاء» أعلى من الغين بقليل. فهذه الحروف إن كانت قبل الألف تليها منعت الإمالة كقولك: «صالح وضامن وطالب وظالم وخالد وغالب وقاسم» وكذلك إذا كانت بعد الألف تليها نحو: حاصل وفاضل وحاطم وناظم وباخل وواغل وناقف. وكذلك إذا كانت بعد الألف بحرف (نحو): ناهض وفاحص وشاحط ولافظ وسالخ وسالغ ونافق». وكذلك إذا كانت بعد الألف بثلاثة أحرف أوسطها ياء كقولك: معاريض, ومعاريص, ومناشيط, ومواعيظ, ومنافيخ, ومباليغ, ومفاريق.

وإنما منعت هذه الحروف الإمالة, لتجانس الصوت, كما أمليت/ فيما تقدم طلبًا لها, لأن هذه الحروف تصعد وتستعلي إلى الحنك الأعلى, كما تستعلي الألف وتصعد إليه, فلو أمليت في نحو: واقد لكنت مصعدًا بعد انحدار, لأنك بالإمالة تنحدر وبالمستعلي تصعد وذلك شاق, قال سيبويه: «ولا نعلم أحدًا يميل هذه الألف إلا من لا يؤخذ بلغته» وقول العامة: فلان قاعد خطأ منهم فاحش, لأن العرب لا تقول ولا تميله, وقال لي بعض البغداديين: «أنتم تلحنون لأنكم

<<  <   >  >>