للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= هي مفردة وقال الكوفيون: أصلها: «بل» ضمت إليها الألف, وقول البصريين أولى, لأن الإفراد هو الأصل.

وقالوا: «يا زيد» فأمالوا «يا» لأنها قويت حيث قامت مقام الفعل وقوى إمالتها أن أولها «ياء».

ومما لم يذكره أبو الفتح قولهم: «افعل كذا إما لا» وتقديره: «افعل كذا إن كنت لا تفعل غيره» ومعنى هذا الكلام أن الرجل يؤمر بأشياء فلا يفعلها فيقع منه بعضها. وإنما أمالوا «لا» لأنها قامت مقام الفعل المحذوف, ولا يفعلون هذا بها في كل موضع (قامت» فيه مقام محذوف, ألا ترى أنك تقول في الجواب «لا» فلا تميل, وإن قامت مقام الجملة.

والأسماء الموغلة في شبه الحروف كالحروف في منع الإمالة, وذلك نحو: إذا ولدى وعلى إذا كانت اسمًا, وذلك لأن ألفاتها لا أصل لها, والعلة ما ذكرناه من كلام أبي الفتح في «ما» فليستعمل ها هنا, والعجم يميلون «إذا» وهو لحن, وبعض أهل العراق يميلون «على» وهو لحن أيضًا, وبعضهم يميل «إلى» وهو لحن أيضًا. وقد أمالت (القراء) «متى, وذا, وأنى» أما «متى»: فلأنه يوصف به ويصغر/ فتصرف تصرف (الأسماء) المتمكنة. وأما «أنى»: فلأن ألفها رابعة, وهي تقوم بنفسها في الاستفهام, وقرأ أبو الحسن: {أنى صببنا الماء صبًا} وهو استفهام على سبيل استعظام الأمر, حكى القراءة صاحب الكشاف, ودلك على أن الأسماء الموغلة في شبه الحروف مثلها في منع الإمالة أنهم لا يميلون «إيا» مع أن فيه ثلاثة أشياء تحسن الإمالة: انكسار أوله, ومجاورة يائه الألف, ووقوع ألفه

<<  <   >  >>