للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: وقد أمالوا بعض الكلام على غير قياس, قالوا: عندي ناس, وقال العجاج والحجاج وذلك لكثرة الاستعمال لا غير.

انتهى اللمع, وفرغ منه نسخًا بتاريخ الأربعاء ثالث عشر من شعبان سنة إحدى وتسعين وخمسمائة, غفر الله له ولوالديه ولمن نظر فيه, ودعا له بالمغفرة والرحمة ولجميع المؤمنين.

ــ

رابعة. فتأمل هذه التنبيهات فإنها معينى على استنباط التعاليل.

قال ابن الخباز: وقد شذت أشياء من الإمالة لا يقاس عليها, لأنها مخالفة للقواعد المبنية فمن ذلك قولهم: العشى والمكا, فأمالوهما, وهما من بنات الواو, والعشى: ضعف البصر وقرئ: {فأعشيناهم} ويدلك على أنه من (بنات) الواو قولهم: عشواء. والمكا: جحر الضب, وهو من بنات الواو لقولهم في التثنية مكوان, قال الشاعر: أنشده الجوهري:

٥٢٢ - كأن خليفي زورها ورحاهما ... بنى مكوين ثلما عند صيدان

وقالوا: ألكبا للكناسة وهو من (بنات) الواو, لأنه مشتق من الكبوة وقالوا الربا وهو من (بنات) الواو, يقال: ربى الشيء يربوا, والذي جرأهم على إمالته أن أوله راء مكسورة, وقالوا: ناس فأمالوه في موضع الرفع, والألف زائدة, لأن أصله «أناس» ولما حذفوا الهمزة ألزموه الألف واللام عوضًا, والذي جاء في القرآن منه معرف باللام. وقال عمران بن حطان:

<<  <   >  >>