= مجرورًا: ألحق ياء مكسورًا ما قبلها, أما الياء, فلأنها أخت الكسرة التي هي جر في الواحد. وأما كسر ما قبلها, فللدلالة على شدة الامتزاج, وقيل: للفرق بين التثنية والجمع, وقد ذكرنا أولولية التثنية بالفتح فيما قبل الياء. وإن كان منصوبًا فعلامته الياء, لأنه لم يبق للنصب علامة فحمل على الجر, وكان حمله عليه أولى لاشتراكهما في وقوعهما فضلتين وتلحقه بعد الواو والياء نون مفتوحة, وهي عوض من الحركة والتنوين اللذين كانا في الواحد كما ذكرنا في التثنية, وتحريكها لالتقاء الساكنين, وفتحها لمعادلة اللفظ, لأن قبلها واو قبلها ضمة, وياء قبلها كسرة فلو كسرت لثقل اللفظ, وحكمهما في الثبوت مع الألف واللام والسقوط في الإضافة حكم نون التثنية.
وللواو والياء مع الإضافة أربع صور: الأولى: واو مضموم ما قبلها ثابتة كقولك: هؤلاء مسلمو زيد. الثانية: واو مضموم ما قبلها محذوفة كقولك: هؤلاء مسلموا الأمير. الثالثة: ياء مكسور ما قبلها ثابتة كقولك: مررت بمسلمي زيد. الرابعة: ياء مكسور ما قبلها محذوفة كقوله تعالى: {والمقيمي الصلاة} فإن قلت: «هؤلاء مسلمون زيدًا» نصبت, لأنه اسم فاعل ثبتت نونه, فأما ما أنشده أبو علي رحمه الله من قول الشاعر:
١٧ - رب حى عرندس ذي طلال ... لا يزالون ضاربين القباب
فإنما جر القباب, لأنه جعل النون معتقب الإعراب, فلذلك أثبتها في الإضافة كما قالت المرأة: