. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
٢٠/ب = معنى, في نثر, ولا تقود إليه ضرورة في شعر, ولأن الخبر / المفرد هو المبتدأ في المعنى, فإذا فسرت المعرفة بالنكرة أخرجتها من الوضوح إلى الخفاء, وذلك فاسد. ويجيء في الشعر في باب (كان وأخواتها) الاسم نكرة والخبر معرفة, وذلك على القلب وسيذكر في موضعه.
الصورة الثالثة: أن يكونا معرفتين, والجيد أن تخبر بالأضعف تعريفًا عن الأقوى تعريفًا, فإذا اجتمع المضمر وغيره, جعلت المبتدأ هو المضمر كقولك: أنت زيد. وإذا اجتمع العلم وغيره, جعلت المبتدأ هو العلم كقولك: زيد أخوك, والأمر مسوق على هذا.
فإن قلت: فما الفائدة في الإخبار بالمعرفة عن المعرفة؟
قلت: هي نسبة الخبر إلى المبتدأ وكان ذلك مجهولًا قبل الإخبار.
فإن قلت: فما الفرق بين قولنا: زيد أخوك وقولنا: أخوك زيد؟
قلت: الفرق بينهما من وجهين: أحدهما: أن قولناك زيد أخوك تعريف للقرابة وأخوك زيد تعريف للاسم. الثاني: أن قولنا: زيد أخوك لا ينفى أن يكون له أخ غير زيد, لأنك أخبرت بالعام عن الخاص, وقولنا: أخوك زيد ينفى أن يكون له أخ غير زيد, لأنك أخبرت بالخاص عن العام, وهذا ما يشير إليه الفقهاء من الفرق بين قولهم: زيد صديقي وقولهم: صديقي زيد.
الصورة الرابعة: أن يكون المبتدأ والخبر نكرتين, ومتى كانا نكرتين محضتين لم يجز ذلك, لأنه لا فائدة فيه, ألا ترى أنك إذا قلت: رجل قائم, وجعلت رجلًا مبتدأ وقائمًا خبره لم تفد المخاطبة شيئًا, لأنه لا ينكر أن يكون رجل من الرجال قائمًا فصار كقولك: الثلج بارد, والنار حارة, وكل أحد يعلم هذا؟ ! .
وقوله: (جعلت المبتدأ هو المعرفة والخبر هو النكرة) المعرفة والنكرة منصوبان, ٢١/ألأنهما ثانيا مفعولي جعلت / «وهو» فصل كقوله سبحانه: {وجعلنا ذريته هم الباقين} , ولو رفعا لجاز.