للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون ألفًا فتسكن مثل ارطاة ومدعاة وهذه الألف وان كانت ساكنة فان حركتها الأصل الا انه قد يشدّ الحرف بعد الحرف لاسيما فيما غير عن سبيل غيره كما شذ الكسر قبل هاء التأنيث في قولهم هذه (١) ولم يحك عن العرب انهم قالوا ثن ولا ثنان ولابن في ابن فأما قولهم بنات (٢) فدليل على ان أصل ابن فعل فان كان من ذوات الواو فأصلها بنوات وان كان من ذوات الياء فالأصل بنيات واما بنون فيدل على أن أصل ابن بنى لأن الباء تنفتح وتتحرك النون فتجعل مثل رحى وعصا ولا تجعل مثل سبع وكتف لأن باب فعل أكثر من فعل وفعل وهذا رأي المتقدمين.

ولو ذهب ذاهب إلى ان أصله فعل أو فعل لم يكن مخطئاً وله في ذلك وجه من القياس وذلك أنهم اذا جعلوا أصل ابن بنى فجمعوه على ما يجب في الألف التي في مثنى ومعلى وجب ان يقولوا بنون كما قالوا


(١) ذا اسم اشارة للمذكر وهو ثلاثي ووزنه فعل بسكون العين محذوف اللام والفه منقلبة عن ياء فهو من مضاعف الياء وذي تأنيث ذا ووزنه فعل كبنت والياء فيه أصل وليست للتأنيث إنما هي عين الكلمة واللام محذوفة كما كانت في ذا. وصحت الياء لانكسار ما قبلها وأما ذه فهي ذي والهاء فيها بدل من الباء ولست للتأنيث أيضًا والدليل على ذلك وتعليله مبسوط في شرح المفصل ج ٣ ص ١٢٦ و ١٣١ وشرح الكافية للرضي ج ٢ ص ٣١ وبهذا يتبين أن الهاء في هذه ليست للتأنيث وإنما هي بدل من الياء والكسر قبلها لمناسبة الياء.
(٢) قال الرضى في شرح الكافية ج ٢ ص ١٨٨ وتقول في جمع بنت وابنة بنات وهي جمع أصلهما لأن الاصل بنوة كما أن بنون جمع أصل ابن أي بنو على حذف اللام نسيا في الجمعين وكذا أخوات جمع أصل أخت أي اخوة بغير حذف اللام. وأخون جمع أخ على حذف اللام نسيا.