للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الهذلي:

فلا أعرفنَّ الشيخ يصبح قاعداً ... بأوْ لا مال لديه ولا ابنم

فالنون في هذا الممونة لأن الميم مرفوعةٌ ويكرسونها في قول العجاج:

ولم يحلها حزنٌ على ابنم (١)

ويفتح في قول المتلمس: أبى الله إلا ان اكون لها ابنم (٢)

وقياس النحويين يوجب أن يكون وزن ابنم افعما ولو قيل ان ميمه بدل من الواو التي تظهر في البنوة لكان قولاً حسناً لأن الميم تقاربُ الواو في الشفة ولأنهم أَبدلوا الميمَ من الواو في فمٍ فوزن ابنم على هذا إِفعلٌ وتكون ميمه من نفس الحرف الا أَنها مبدلة من واو وتكون حاله كحال


(١) هذا البيت من أرجوزته التب مطلعها "يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي" وقبله وبعده غراء لم تسغب تجوع يلحها حزن على ابنم ولا ابن ولا اخ فتسهم غراء بيضاء تسغب تجوع يلحها بغيرها فتضمر ومنهم كفتح وكرم وسهم بالبناء للمجهول ضمر
(٢) المتلمس جرير بن عبد العزى شاعر جاهلي من أهل البحرين من ربيعة =وهو خال طرفة ابن العبد هجا عمرو بن عند ثم ذهب إليه فأعطاه صحيفة إلى عامله يأمره فيها بقتله فلما علم ما بها مزقها وقد ضرب المثل بها فيل اشأم من صحيفة المتلمس توفي قبل الهجرة بنجو نصف قرن. وكان مكث في اخواله بني يشكرحتى كادوا يغلبون على نسبه وسأل عمرو بن هند الحرث بن النوءم اليشكري عن المتلمس وعن نسبه فأراد الحرث أن يدعيه فقال المتلمس يذكر نسبه ويثبته ابياتاً منها قوله:
ولو غير اخوالي ارادوا نقيصتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسما
وهل لي ام غيرها ان ذكرتها ... ابى الله الا ان اكون لها ابنما
وفي النسخة الأصلية أبا الله.