للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالعرب إذا أدخلت الالف واللام حذفوا الهمزة فقالوا هذا المرء ورأيت المرء فاذا حذفوا الالف واللام جاؤا بهمزة هذا معظم كلامهم ويقولون هذا مرء فيضمون الميم في الرفع ورأَيت مرءاً فيفتحونها في النصب ومررت بمرءٍ فيكسرونها في الخفض واجود اللغتين اقرارها على الفتح لان القرآء مجمعون على قراءة هذا الحرف بين المرء وقلبه. (١)

وقد حكي عن بعضهم بين المرء وقلبه بكسر الميم ووزن المرء الفعل وقد ثبت أن المرء تتحرك في قولهم امرؤ وقلبه بكسر الميم ووزن المرء الفعل وقد ثبت أن المرء تتحرك في قولهم امرؤ فتتبع حركة الهمزة فيجوز أن يكون الراء مما فيه لغتان في الاصل فَعَل (٢) وفَعْل مثل سطر وسطر ونهر


= وقال ابن الأنباري للعرب في المراة ثلاث لغات يقال هي امرأته. ومرأته ومرَته وتصغير المرأة المريئة ومنه قول الحطيئة.
لا احد اذل من حطيئة ... هجا بنيه وهجا المريئة
وبعضهم يرويه. الحطية. والمرية. وتصغير المرء المريئ وفي الصحاح ان جئت بألف الوصل كان فيه ثلاث لغات فتح الراء على كل حال وضمها على كل حال واعرابها على كل حال تقول هذا امرؤ ورأيت امرأ ومررت بامرئ معرباً من مكانين. وقد ذكرنا فيما سبق ان سبب اجتلاب همزة الوصل للأسماء العشرة هو ما أضابها من الوهن بسبب حذف أواخرها فلحقتها الهمزة عوضاً عن المحذوف وان امرأ ليست بمحذوفة الآخر ولكن لما كانت الراءُ فيها تتبع حركتها حركة الاعراب صارتا كحرف الاعراب هكذا قالوا وهذا يصح على قول من يتبع حركة الراء حركة الهمزة أمت من يفتحها أو يضمها على كل حال فلا يصح له هذا التعليل فتأمل.
(١) أي على قراءته بفتح الميم. فقد قال الكشاف والبيضاوي في هذه الآية وقرئ بين المرّ بتشديد الراء ووجهه انه قد حذف الهمزة والقى حركتها على الراءِ. وقوله وقد حكىِ عن بعضهم يناقض قوله مجمعون. الا ان يريد بالقراء ارباب القراءّات المتواترة.
(٢) في الاصل فَعُل.