فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على اعقابنا تقطر الدما فأخرجه على الأصل ولا يلزم على هذا قولهم يديان وان اتفقوا على ان تقدير يد فعل ساكنة العين لانه انما ثنى على لغة من يقول لليد يدًا وهذا القول أصح ثم قال ويقال دمي الشي يدمى دما ودميًا فهو دم مثل فرق يفرق فرقًا فهو فرق والمصدر متفق عليه انه بالتحريك وانما اختلفوا في الاسم. وقال ابن بري الدم لامه ياء بدليل قول الشاعر جرى الدميان بالخبر اليقين وفي المصباح ويقال أصل الدم دمى بسكون الميم لكن حذفت اللام وجعلت الميم حرف اعراب وقيل الاصل بفتح الميم ويثنى بالياء فيقال دميان وقيل أصله واو ولهذا يقال دموان وقد يثنى على لفظ الواحد فيقال دمان وقال ابو الهيثم الدم اسم على حرفين وفي التاج وتشديد الميم لغة. وقال الكسائي لا أعرف أحدًا يقل الدم. وقد بينا ان ابن اسحق والمبرد استدلا بقول الشاعر جرى الدميان .. على ان اصل دم دمي بتحريك الوسط ويقول ابو العلاء ان البيت لا يوجب ان يكون أصل الدم دميًا لما ذكره فهو يبطل استدلال ابي اسحق والمبرد ومن وافقهما ويؤيد قول سيويه ان أصله دمي بفتح فسكون. (١) هذا البيت من أبيات ثلاثة رواها ابن دريد في المجتبي لعلي بن بدال السلمي وهي: لعمرك انني وابا رباح ... على حال التكاشر منذ حين لابغضه ويبغضني وايضًا ... يراني دونه وأراه دوني