للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلو أنا على حجٍر ذبحنا ... جرى الدميان بالخبر اليقين

لأن سيبويه إذا ردّ الساقط ترك الحركة اللازمة على حالها قبل الرد وكذلك رأيه في عدة وجهة إذا رد الواو يقول وعدة ووجهة ورأي ابي الحسن سعيد بن مسعدة ان يقول وعدة ووجهة فيرد البنية إلى ما يجب من قبل الحذف وقال بعض النحويين دٌم أصله فعٌل وجعله كالمصدر لدمي يدمة دمى كما يقال عمي يعمى عمى ولمي يلمى لمى من لمى الشفة وهو سمرتها وسوادها وقد حكى أبوزيد أنه يقال دمى على مثال رحى فاذا صح ذلك فقد بطل الكلام وقد أنشدوا هذا البيت (٢):


= ولو أنا على حجر. وفي النسخة المخطوطة على حجر. والتكاشر هنا المباسطة في الكشر وهو التبسم يقال كشر في وجهه بسم وكاشره ضحك في وجهه وباسطه. وكشر السبع عن نابه اذا حر للحراش ورواه في الجمهرة على طول التجاور. وقوله على حجر هكذا رواه بعضهم بتقديم الحاء على الجيم وروي على جحر بتقديم الجيم على الحاء والجحر بضم الجيم وسكون الحاء الشق في الأرض ومعنى قوله جرى الدميان .. أراد بالخبر اليقين ما اشتهر عند العرب من ان دم المتباغضين لا يمتزجان وهذا تلميح قال ابن الاعرابي معناه لم يختلط دمى ودمه من بغضي له وبغضه لي بل يجري دمي يمنة ودمه يسرة وزعم قوم انه للفرزدق ونسبه قوم لمرداس بن عمرو وقيل للأخطل ونسبه ابن هشام والعيني الى المثقب العبدي وفي البيت كلام مفيد في شرح المفصل ج ٤ ص ١٥١.
(٢) هذا البيت من قصيدة جيدة للحصين بن الحمام المري الذبياني الجاهلي الفارس المعدود من أوفياء العرب قال ابو عبيدة اتفقوا على أن اشعر المقلين ثلاثة المسيب بن علس والحصين بن الحمام والمتلمس توفي قبيل الاسلام وقيل أدرك الاسلام والصواب في روايته: فلسنا على الاعباب تدمى كلومنا * ولكن على اقدامنا يقطر الدما كما رواه شارح المفصل ج ٤ ص ١٥٣ واورده شاهدًا علي أن دم يقال منقوصا ومقصورًا وإنما يتم الاستشهاد بهذا البيت إذا كان فتح الميم قبل حذف اللام. وكانت =