وزعم غير الخليل أن ميم دلامص أصل وأنها لفظة قاربت لفظ دليص كما قالوا سبط وسبطر وجحد وجحدل (١) ألا أن معنى جحد أنكر ومعنى
= من الأربعة ومعناه دليص وهو لي سبمشتق من الثلاثة لكان قولاً قويًا كما أن لآل لألأ منسوب إلى اللؤلؤ وليس من لفظه وكما أن سبطرا معناه السبط وليس منه قال ابن يعيش ومعنى هذا الكلام أنه إذا وجد لفظ ثلاثي بمعنى لفظ رباعي وليس بين لفظيهما إلا زيادة حرف واحد فليس أحدهما من الآخر يقينا نحو سبط وسيطر ودمث ودمثر ألا ترى أن الراء ليست من حروف الزيادة فحاز أن تكون فيما أبهم امره كذلك. هذا وإن كان محتملاً إلا أنه احتمال مرجوح لقلته وكثرة الاشتقاق وتشبعه. السبط والسبطر بمعنى يقال شعر سبط وسبطر أي مسترسل ورجل سبطر وسبط أي طويل ويقال مكان دمث أي سهل (١) أنكر الجرمي كون اللام من حروف الزيادة وذهب غيره إلى أنها من حروف الزيادة وهو الصواب إلا أن زيادتها قليلة مثل زيدل وعبدل وفحجل كجعفر وهو الذي يتدانى صدر اقدميه ويتباعد عقباهما فقولهم زيد وعبد وافحج بمعنى زيدل وعبدل وفحجل دليل على زيادة اللام فيها ولا يفهم من كلامهم أنه كلما وجد لفظان وزاد أحدهما على الآخر لامّا في أخره يجب أن نحكم بزيادة اللام بل إذا كان هناك دليل على الزيادة حكمنا بها كما في زيدل وفحجل وإن لم يكن دليل نحكم بأن كل واحد منهما من نركيب غير الآخر كما في حجد وحجدل وقد يكون اللفظ محتملاً لزيادة ولزيادة غيرها فلا يجزم بواحد منهما مثل هيقل وهو ذكر النعام فإنه يجوز أن يكون من الهيق فاللام فيه زائدة ووزنه فعلل والياء أصل فيه ويجوز أن يكون من الهيق فتكون اللام أصلية والياء زائدة ووزنه فيعل والأول أكثر لأنهم قالوا هيقل وهيقم ومما ذكرنا يتضح أن قول أبي العلاء ألا أن معنى جحد أنكر ومعنى جحدل صرع لا يرد على الخليل ولا على أبي عثمان ولم يذكر أصحاب الصحاح واللسان والقاموس أن اللام في جحدل زائدة وبين جحد وجحدل وبين سبط وسبطر فوق وهو أن الراء ليست من حروف الزيادة باتفاق العلماء.