للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن موسى فُعلى فإن جعل أصله الهمز وافق فعلى من مأَس بين القوم إذا أفسد بينهم قال الأفوه (١):

إما تري رأسي ازرى به ... مأس زمان ذي انتكاس مؤوس (٢)

ويجوز أن يكون فعلى من ماس يميس (٣) فقلبت الياء واوًا للضمة كما قالوا الكوسي وهي من الكيس ولو بنوا فعلى من قولهم هذا أعيش من هذا وأغيظ منه لقالوا العوشى والغوطى (٤) فإذا سمعتُ ذلك منهما قلت لله أنتما


(١) الأفوه صلاءة بن عمرو بن أود من مذحج شاعر يماني قديم زعم بعضهم أنه أدرك المسيح (ص) وكان سيد قومه وقائدهم وكان حكيمًا.
(٢) نكس الشيء قلبه على رأسه فانتكس ومؤوس مائس.
(٣) إذا تبختر واختال.
(٤) قال سيبويه هذا باب ما تقلب فيه الياء واوًا وذلك فُعلى إذا كانت اسمًا وذلك الطوبي، والكوسي ثم ذكر أنها إذا كانت وصفًا لا تقلب ياؤها واوًا وإنما يكسر ما قبلها فتسلم الياء مثل مشية حيكي وقسمة ضيزى وأجاز ابن مالك قلب الياء واوًا في الصفة فكلام أبي العلاء محصور في الصفة كما يدل عليه أعيش وأغيظ وهذه خلاصة أقوال العلماء في موسى. موسى التي هي من الحديد مشتقة عند البصريين من أوسيت بمعنى حلقت وهي مؤنثة سماعًا منصرفة قبل العلمية غير منصرفة معها وقال أبو سعيد الأموي مذكرة وجوز السيرافي اشتقاقها من أسوت الجرح إذا أصلحته فأصله مؤسى بهمز الفاء وقال الفراء هي فعلى كبشرى من الميس لأن المزين يتبختر فلا ينصرف في كل حال وأما موسى اسم رجل فقال أبو عمرو بن العلاء هو مفعل بدليل انصرافه بعد التنكير وفعلى لا ينصرف على كل حال أكثر من فعلى فحمل الأعجمي على الأكثر أولى. وقال الكسائي هو فعلى فينبغي أن تكون ألفه للإلحاق بجخدب وإلا وجب منع صرفه بعد التنكير وموسى اسم النبي (ص) أعجمي معرب واشتقاق اسمه من الماء والشجر فمو هو الماء وساهو الشجر وهو بالعبرانية موشا وقيل معنى موسى بالعبرانية المنتشل من الماء وفي التاج قال ابو العلاء لم أعلم أن في العرب من سمى موسى زمان الجاهلية وإنما حدث هذا في الإسلام لما نزل القرآن وسمى المسلمون أبناءهم =