للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والذين يشربون ماء الحيوان في النعيم المقيم هل يعلمون ما هذه الواو


= للناس حسنى. تتخذ فيهم حسنى بغير تنوين وهو لا يجوز عند البصريين وإنما يجب أن تكون الحسنى بالألف واللام كما وردت في آية أخرى وكذلك حكم ما كان على وزنها كاليسرى والكبرى وأورد على ذلك لفظ أخرى وقد قال سيبويه في ج ٢ ص ١٤ قلت فما بال أُخر لا ينصرف في معرفة ولا نكرة فقال لأن أخر خالفت أخواتها وأصلها وإنما هي بمنزلة الطول والوسط والكبر لا يكن صفة إلا وفيهن ألف ولام فيوصف بهن المعرفة ألا ترى أنك لا تقول نسوة صغر ولا هؤلاء نسوة وسط ولا تقول هؤلاء قوم أصاغر فلما خالفت الأصل وجاءت صفة بغير الألف واللام تركوا صرفها كما تركوا صرف لُكع حين أرادوا يا الكع وفسق حين أرادوا يا فاسق. وقرأ البصريان قوله تعالى وأُخر من شكله أزواج قال الزجاج. أُخر لا ينصرف لأن وحداتها لا تنصرف وهو أخرى. آخر وكذلك كل جمع على فُعل لا ينصرف إذا كان وحداته لا تنصرف مثل كبر وصغر. ولا يرى أبو العلاء مانعًا من أن تكون حسنى معدولة عن الألف واللام كما عدلت أخرى واسم التفضيل إذا حذفت منه من بقي على إرادتها نكرة أو عرف بالألف والام ولا يجوز الجميع بينهما وصريح كلام سيبويه يدل على أن طوبى اسم لا صفة لأنها لو كان صفة لجاز أن تقلب الياء واوًا ولوجب أن تكون بالألف واللام والحسنى في قوله تعالى وصدق بالحسنى قيل هي الجنة وكذلك في قوله للذين أحسنوا الحسنى. وقيل المجازاة الحسنى وقال الزمخشري صدق بالحسنى بالخصلة الحسنى وهي الإيمان أو بالملة الحسنى وهي ملة الإسلام أو بالمثوبة الحسنى وهي الجنة وفي البيضاوي وصدق الكلمة الحسنى وهي ما دلت على حق كلمة التوحيد.
وفي المخصص والحسنى لا تسقط منها الألف واللام لأنها معاقبة وقوله تعالى في سورة البقرة. وقولوا للناس حسنًا قرأ حمزة والكسائي ويعقوب حسنًا بفتح الحاء والسين وقرأ الباقون حسنًا بضم فسكون أي قولًا حسنًا وسماه حسنًا للمبالغة وقرئ حسنًا بضمتين وقرئ حسنى على المصدر كبشرى والمراد

<<  <  ج: ص:  >  >>