للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نقول في الدار الأولى أن العرب كانت تقول (١) عبقرٌ بلاد تسكنها الجن


ولا الخمسة وإنما تدخلها على بنات الثلاثة وليس بعد الأف شيء من حروف الزيادة إلا السين والتاء فصارت الألف بمنزلة ميم مستفعل وصارت السين والتاء بمنزلة سين مستفعل وتائه وترك صرف استبرق يدلك على أنه استفعل وعن الزجاج أنه قال كان أصل استبرق استفعل مثل استخرج والألف ألف وصل ثم نقل إلى الاسم فقطع الألف كما يلزم في مثل ذلك. ونقل عن السيرافي أن استبرق على ستة أحرف ولا يكون الاسم على ستة أحرف أصول فوجب أن يكون فيه حرف زائد إما الألف وإما السين وإما التاء لأن باقي الحروف ليس من حروف الزيادة فإن جعلنا الهمزة زائدة وما عداها أصلي خرج عن قياس كلام العرب فوجب أن تجعل السين والتاء زائدتين وحينئذٍ لم يكن بد من أن تجعل الهمزة زائدة لأنها دخلت على ذوات الثلاثة أولًا. وقال الرضي في شرح الشافية وأما استبرق فأصله أيضًا أعجمي فعرب وهو بالفارسية استبره فلما عرب حمل على ما يناسبه في الأبنية العربية ولا يناسب من أبنية الاسم شيئًا بل يناسب نحو استخرج. أو تقول يناسب نحو استخراج من أبنية الأسماء باجتماع الألف والسين والتاء في الأول فحكمنا بزيادة الأحرف الثلاثة حملًا على نظيره ولا بد من حذف اثنين من الحروف الزائدة فبقينا الهمزة لفضلها بالتصدير وليست بهمزة وصل كما كانت في استخراج حتى تحذف فحذفتا السين والتاء. ومما ذكرنا يتبين أن المنقول عن الزجاج قولان أنه أعجمي وأنه في الأصل مثل استخرج وأن تصغير استبرق أبيرق كما نص عليه سيبويه والجوهري وأما جمعه جمع تكسير فالقاعدة في الثلاثي المزيد فيه أن يحذف منه في الجمع ما حذف في التصغير سواء بأن تخلي الفضلى من الزوائد وتحذف غيرها مما يخل وجوده ببناء مفاعل ولك بعد الحذف زيادة الياء رابعة عوضًا عن المحذوف كما يفعل ذلك في التصغير ذكر ذلك الرضي في شرح الشافية ج ٢ ص ١٩٢ ومقتضى هذا أن يقال في تصغيره ابيرق وابيريق وابارق واباريق وأن أبا العلاء اقتصر على قول واحد للزجاج وصيغة واحدة للجمع.
(١) في الجميع تقول أن عبقر بلاد يسكنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>