قد حشها الليل بعصلبي ... مهاجر ليس باعرابي أروع خراج من الدوي ... عمرس كالمرس الماوي لا هيثم الليلة للمطي ... ولا فتى مثل ابن خيبري حشها حملها في السير أوضحها وكل ما قوي بشيء أو أعين به فقد حش به كالحادي للإبل والسلاح للحرب والحطب للنار وهذه الأبيات ورد بعضها في خطبة الحجاج وأولها قد لفها الليل أي جمعها والضمير يعود للإبل والعصلبي بفتح العين واللام وسكون الصاد الشديد الخلق العظيم أو الشديد الباقي على المشي والعمل. والمهاجر الذي هاجر إلى الأمصار من البادية فأقام فيها وخصه بالذكر لأنه أعلم بالأمور من الاعرابي أو لأنه من أهل المصر الذي يقصده فله بالمصر ما يدعوه إلى إسراع السير والأروع الحديد الفؤاد حي النفس ذكي. والذويّ المفازة ورواه في اللسان الداوي جمع داوية وهي الفلاة يريد أنه صاحب أسفار ورحل فهو لا يزال يخرج من الفلوات أو أنه بصير بالفلوات فلا يشتبه عليه شيء منها والعمر س الشرس الخلق القوي الشديد واَمرَس جمع مَرَسة الحبل وقد يكون المرس للواحد والملوي المفتول. وهيثم قيل المراد به هيثم بن الأشتر كان مشهورًا بحسن الصوت في حداثه الإبل وكان أعرف أهل زمانه بالبيداء والفلوات وسوق الإبل والمراد بابن خيبري جميل بن عبد الله بن معمر العذري صاحب بثينة وقيل غير ذلك وسياق الأبيات يدل على أنها مدح لهيثم في جودة حداثه وزعم بعضهم أنها تأسف على هيثم وابن خيبري لأنهما غائبان عن المطي تلك الليلة (٢) وهذه الجملة أوردها سيبويه في ج ١ ص ٣٥٥ في باب ما لا تغير فيه لا الأسماء عن حالها التي كانت عليها قبل أن =