للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا يكذب الرائد أهله (١) لو كان معي ملُ السقاء (٢) لسلكت في الأرض المقاء (٣) وسوف أذكر طرفًا مما أنا عليه غربت (٤) بي العامة من شب إلى دب (٥) يزعمون أني من أهل العلم وأنا منه خلو إلا ما شاء الله ومنزلتي إلى الجهال (٦) أدنى منها إلى الرهط (٧) العلماء ولن أكون مثل


(١) الرائد الذي بتقدم القوم يبصر لهم الكلأ ومساقط الغيث وفي مجمع الأمثال أو موضع حرز يلجؤون إليه من عدو يطلبهم وهكذا رواه الميداني وفي اللسان الرائد لا يكذب أهله يضرب للذي لا يكذب إذا حدث وإنما قيل له ذلك لأنه إن لم يصدقهم فقد غرر بهم أي وإن كان كاذبًا لا يكذب أهله حتى يضرهم
(٢) السقاء ظرف الماء من الجلد وقيل القرية للماء واللبن
(٣) يقال مفازة مقاء بعيدة ما بين الطرفين وكل تباعد بين شيئين مقق
(٤) في م ك ر غريب في العامة والصواب غربت بي أي أولعت والعامة خلاف الخاصة سميت بذلك لأنها تعم بالشر أو لكثرتهم وعمومهم في البلد
(٥) يقال من شُب إلى دُب بفتح الباء ومن شُبٍ إلى دبٍ بالكسر والتنوين أي من لدن شببت إلى دببت على العصا أي مشيت مشيًا رويدًا تجعل ذلك بمنزلة الإسم بإدخال من عليه وإن كان في الأصل فعلًا يقال ذلك للرجل والمرأة وقد روى المثل أعييتني من شب إلى دب بالوجهين واستشكل ذلك لأن شب ودب فعلان لازمان لا يبني منهما فعل مجهول وأجاب بعضهم بأن شب هنا بمعنى أظهر يقال شعرها يشب لونها أي يظهره كأنهم أرادوا أعييتني من لدن قيل أظهر أي ولد وظهر للرائين وبني دب على سبيل الإتباع والمزاوجة لأنه لا يتعدى
(٦) في ر إلى الجهلاء
(٧) الرهط عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة وقيل ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه. وهذا سبيل أبي العلاء في نظمه ونثره قال في لزوم مذلًا يلزم
يزورني القوم هذا أرضه يمن ... من البلاد وهذا داره الطبس
قالوا سمعنا حديثًا عنك قلت لهم ... لا يبعد الله إلا معشرًا لبسوا =