الأول: يجب أن يعلم أن مرادي بأهل الحق في هذا الكتاب أن صاحب الحق-بل هو الحق-: الله جل جلاله، ثم أنبياؤه ورسله وكل من تبعهم واهتدى بهديهم، والمسلمون الذين يقرون ويعترفون بأن الإسلام حق ويدخلون فيه بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأنه يجب العمل به وتطبيقه في الأرض، وأنه لم يبق في الأرض بعد بعثة الرسول أي دين حق يقبله الله من أهله، ويدخل في زمرة أهل الحق من المسلمين الذين تلك صفتهم من حصل منهم نوع تقصير من ارتكاب بعض المعاصي أو ترك بعض الطاعات -ما عدا الشرك بالله- التي هي تحت مشيئة الله إن شاء غفرها لهم، وإن شاء عذبهم بها، ثم أدخلهم الجنة، وقد يكون عند بعض هؤلاء شيء من الباطل الذي يجب الرد عليه، ولكنهم لا يخرجون من صف أهل الحق إلا عند الخوارج ومن تبعهم في مذهبهم عالما أو جاهلا.
وأن مرادي بأهل الباطل: كل من لم يدخل في الإسلام، أو انتسب إليه ولكنه ارتد عنه، أو زعم أنه مسلم وحارب تطبيق شريعة الله في حياة المسلمين وكلُّ من دعا إلى ذلك التطبيق.