وينبغي أن يعرف أغنياء الأمة الإسلامية وحكامها أولويات الأعمال الإسلامية، حتى يهتموا بالأولى فالأولى منها، لما في فواتها من فوات مصالح عظيمة، وحصول مفاسد مهلكة، ونلخص ذلك في الأمور الآتية:
الأمر الأول: أنه يوجد كثير من أهل اليسار يحبون الخير ويحاولون بذل شيء من أموالهم في الأعمال الخيرية، ولكن ينقصهم معرفة الأولويات، ولذلك قد يقدمون الحاجي على الضروري والتحسيني على الحاجي، والواجب أن يدرسوا الميادين الخيرية ويقدموا الأهم على ما سواه.
الأمر الثاني: أن كثيرا من الأغنياء تخدعهم المشروعات الجماهيرية، والدعايات والصور وإحسان عرض المشروعات، بأهداف وخطط ووسائل ووساطات، وقد يكون كثير ممن يتقنون ذلك العرض مبالغين في مشروعاتهم، وقد يكون بعضهم مرتزقة ومتكسبين بأعمال خيرية وهمية، والواجب التريث والتبين بالطرق الممكنة من صدق أولئك، وحبذا لو أوفد المحسنُ مَن يتعرف له على المشروعات المدعاة بطريقة خاصة.