المظهر الأول: إسناد الوظائف العليا إلى من يسند الباطل.
الوظائف العليا هي مراكز التوجيه والتخطيط والمتابعة، وهي لا تسند إلا إلى من عُرِفُوا بحب الباطل ومناصرته ومن أُشْرِبتْ نفوسهم حب الفساد ونشره في الأرض وإشاعة الفواحش ووسائلها، كما عرفوا ببيع نفوسهم بثمن بخس لمن يمنحونهم مناصب هذه الوسيلة، واستعدادهم الكامل ليكونوا أبواقا لهم يتلمسون - ولو من بعد - ما يرضي قادتهم، فيسخرون وسائل الإعلام كلها لتحقيق ذلك الهدف، مبالغين في قلب الحقائق وتضليل الناس، ليصبح الحق عندهم باطلا والباطل حقا، ويترتب على اختيار هؤلاء الموظفين الكبار الذين هذه بعض صفاتهم، أن يجمعوا حولهم موظفين من جنسهم وعلى شاكلتهم، يبالغون في إرضائهم كمبالغتهم في إرضاء القادة الذين اختاروهم، وبذلك تصبح وسائل الإعلام - في الغالب - مصادر تضليل وكذب وقلب حقائق، تطرق عقول الناس - باستمرار - بالباطل وتحول بين تلك العقول وبين وصول الحق إليها، إلا ما ندر مما فيه مصلحة تعينهم على تثبيت الباطل، وإزالة الحق ومطاردته.