إن هذه المعاني يجب أن يُفَقَّهَ بها الناشئون من حفظة كتاب الله وهم كثيرون في العالم الإسلامي؛ لأن كثيرا منهم يصبحون أئمة وخطباء في مساجد المسلمين الكبيرة والصغير.
ويجب أن يوضع لهم منهج متدرج يفسر لهم فيه القرآن الكريم تفسيرا موضوعيا مرتبطا بواقع المسلمين وحاجاتهم وقضاياهم، حتى يكونوا قراء يقتدون بابن عباس، وبالشبيبة الذين كان عمر بن الخطاب يجعلهم في مجلس شوراه تكريما لهم واستفادة من علمهم.
ولا ينبغي أن يقتصر حفظة القرآن الكريم على حفظ ألفاظه وتجويدها - وإن كان ذلك عبادة في ذاته - بدون فهم لمعانيه ومقاصده التي لا بد من توعية الناس بها.
وعلى القائمين على مدارس تحفيظ القرآن الكريم أن يولوا هذا الأمر عنايتهم، ليكون طلابهم أهل القرآن حقا كما كان السلف الصالح، وليسوا كما عليه كثير من القراء اليوم الذين يقرؤون القرآن من أجل أخذ أجر عليه في المآتم وأجهزة الإعلام ...