حصول رضا النفس وطمأنينتها في الدنيا لمن رضي الله عنه.
ويجب أن يعلم أن هذه الغاية -رضا الله- التي جعلها أهل الحق نصب أعينهم -بل جعلوها أم الغايات- للسباق إلى العقول بالحق هي التي يتحقق بها الاطمئنان والسعادة والرضا لمن حققها، ويدل على ذلك أمران:
الأمر الأول: نصوص الكتاب والسنة، ما ذكر هنا منها وما لم يذكر، وبخاصةٍ قوله تعالى:{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} . [المجادلة: ٢٢ والبينة: ٨]
وإن صاحب هذه الغاية ليجد الرضا في نفسه والطمأنينة والسعادة في أشد الظروف امتحانا وابتلاء، يتضح ذلك بتأمل قوله تعالى -مخاطبا نبيه -صلى الله عليه وسلم- ويدخل فيه من اقتدى به من أمته:{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} . [طه: ١٣٠] وفي معنى ذلك قوله تعالى: {اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} . [الرعد: ٢٨]