وهو أن يقصد منه ولي أمر المسلمين معرفة بعض الصالحين من أفراد رعيته، ليسند إليهم وظيفة من الوظائف التي تتحقق بها مصالح الرعية، أو يقصد منه معرفة أهل الرِّيَب والإجرام ليتجنب توليتهم على مصالح الرعية أو يحمي الرعية من إجرامهم، أو يقصد منه جمع المعلومات عن العدو الحربي، لحماية الدولة الإسلامية من العدوان، وإعداد العدة الكافية لهزيمته....
القسم الثاني: غير مشروع.
وهو أن يُقْصَد من التجسس تتبع عورات الناس والبحث عن عيوبهم وفضحها؛ لأن تتبع عورات الناس للكشف عن أسرارهم بدون وجه شرعي محرم، بدليل نهي الله تعالى عنه في كتابه، ونهي رسوله - صلى الله عليه وسلم - في سنته كما سيأتي، ولأن الأصل حسن الظن بالناس، بل وستر معاصيهم ما لم يجاهروا بها أو يصروا عليها.