للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو لم يجد فرعون جنودا ينصرون باطله ويحارب بهم الحق، لما وصل إلى ذلك العلو والتكبر والجبروت، ولهذا قرنه الله بجنوده في الاستكبار والعقاب كما قال تعالى: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} (١) .

والذي يتأمل ما يحدث اليوم في العالم، من قيام جنود طغاة الباطل بمناصرته بالقوة ومحاربة الحق وأهله بالقوة، يظهر له خطر هذه الفئة على الحق وأهله (٢) ، ولو تخلت هذه الفئة عن مناصرة الباطل وتركت دعاته ودعاة الحق يتسابقون إلى العقول، كل يدلي بما يؤيد دعوته بالطرق السلمية، لما وجد أهل الباطل لأنفسهم مكانا يقودون فيه الأمة إلى مهاوي الهلاك، ولهذا ينال جنود الباطل وطغاته عقابهم من الحق جل جلاله، كما قال تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ} (٣) .


(١) القصص: ٣٩، ٤٠.
(٢) وفي حملة الجيش التركي على الدعوة الإسلامية ومدارسها هذه الأيام، مثال لهذا الخطر.
(٣) القصص: ٤٠

<<  <  ج: ص:  >  >>