الموثقة، والمضللة ما يقضي على العنصر الأول والثاني، كما سيوجد فيها مواد الإغراء والإلهاء ما يشد المشاهد إليها، ويجعل الناس يهملون البث المحلي والقطري، وستكون لها نتائج خطيرة على الحكومات والشعوب في البلدان الإسلامية.
وكان الأولى والأجدر بالمسلمين: مفكريهم وعلمائهم ودعاتهم وقادة السياسة فيهم، أن يفكروا بجد في استغلال البث المباشر بصورة هجومية وليست دفاعية: هجوم على عقائد فاسدة في الغرب، وهجوم على أخلاق سيئة، وهجوم على اقتصاد مدمر، وهجوم على كبرياء وعنصرية تخالف دعوة حقوق الإنسان التي يزعم الغرب رعايتها والدعوة إليها، وهجوم على معاملات أسرية واجتماعية مفككة.
وهجوم بما هو أهم وأوجب، وهو إبلاغ معاني الإسلام السامية إلى عقول أهل أوروبا وأمريكا وغيرهما، من إيمان قائم على الحجة والبرهان، ومن عبودية لله تتحقق بها الحرية الصحيحة التي يزعم الغرب العناية بها والدعوة إليها، وهو في الحقيقة إنما يدعو إلى جعل الإنسان عبدا ذليلا لشهواته وملذاته، من جاه ومال ومنصب وامرأة وخمر ومخدر وغيرها، منطلقا في تصرفاته كلها من أثرته وجشعه.