الأمر الثاني: أن يبدأ الدعاة في كل بلد بالموضوعات الأهم في ذلك البلد، فإذا كان أهل البلد يجهلون فروض العين، كأصول الإيمان وقواعد الإسلام التي تضمنها حديث جبريل المشهور، والأحكام المتعلقة بها كصفة الصلاة وأركانها وشروطها، وأموال الزكاة ومقاديرها ومصارفها، وصيام رمضان وما يتعلق به من واجبات ومفطرات، ومناسك الحج، فإن على الدعاة أن يبدءوا بهذه الفروض بالترتيب الذي لقنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لداعية اليمن معاذ بن جبل رضي الله عنه:«فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن عليهم خمس صلوات، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنياءهم فترد على فقرائهم..» .
فإن وجدهم على علم بذلك ويجهلون غيره، فليعلمهم ما يجهلون الأهم فالأهم، مع مراعاة نفور النفوس عما تألف والتدرج مع أهلها في ذلك، كما هي سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبخاصة مع غير المسلمين أو المسلمين بالاسم الذين يجهلون كل شيء في الإسلام، فإن مطالبتهم دفعة واحدة بأداء كل الفرائض واجتناب كل النواهي بدون تدرج حكيم، قد ينفرهم من الإسلام كله.