للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخلاصة أنهم زينوا للناس الشرك بالله والخروج عن طاعته وشرعه والتعلق بغيره، كما زينوا اتباع الهوى والشهوات، واتخذوا لذلك كافة الوسائل المتاحة للسباق إلى عقول الناس بالباطل الذي زينوه وزخرفوه، قلبا للحقائق وإضلالا للعقول وزخرفة للباطل وتنفيرا من الحق. ألا ترى كيف وصف فرعون شركه وظلمه وعلوه وتكبره واستعباده للناس، والوقوف ضد رسول الله موسى - عليه السلام - وما جاء به من الوحي والدعوة إلى التوحيد والعدل والتواضع وغير ذلك من طاعة الله، وصف كل ذلك بأنه ما رآه من مصلحة قومه وهدايتهم إلى الطريق الراشد القويم؟! كما قال تعالى عنه - وهو يقف أمام حجج الرجل المؤمن موقف المهزوم -: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} (١) . وتزيين الباطل شبيه بالسحر في قلب الحقائق، كما في حديث بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا» ." فَقَالَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ - وهو أحد رواة الحديث-: صَدَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا قَوْلُهُ «إِنَّ مِنَ


(١) غافر: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>